بسمِ رَبِّ الکَریم
* کانَ عَلی بنِ اَبِیطالِب
مِن أصحابِ الَّرسولِ(صَلَواتُ اللّهِ علیهِ).....
- وخَلَّفَ فیکُم ما
خَلَّفَتِ الاَنبیاءُ فی اُمَمِها، إذ لَم یَترُکوهُم هَمَلًا، بِغَیرٍطَریقٍ
واضِحٍ ولاعلمٍ قَائمٍ. (1)
- أمَا وَاللَّهِ لَقَد
تَقَمَّصَهَا فُلانٌ (ابن ابی قحافه) وإنَّهُ لِیعلَمُ أنَّ مَحَلِّی مِنهَامَحَلُّ
القُطبِ مِنَ الرّحَا. یَنحَدِرُعنِّی السَّیلُ ولایَرقَی إلَیَّ الطَّیرُ، فَسَدَلتُ
دونَهَا ثَوباً وطَوَیتُ عَنهَا کَشحاً، وطَفِقتُ أرتَئِی بَینَ أن أصُولَ
بِیَدٍجذّاءَ، أو أصبِرَعَلَی طَخیَةٍ عَمیَاءَ، یَهرَمُ فیهَاالکَبیرُ ویَشیبُ
فیهَاالصّغیِرُ ویَکدَحُ فیهَامُوءمِنٌ حَتَّی یَلقَی رَبَّه! فَرَأیتُ أنَّ الصَّبرَعَلَی
هَاتَا أحجَی، فَصَبَرتُ وفِی العَینِ قَذًی وفِی الحَلقِ شَجاً، أرَی تُراثِی
نَهباً حَتَّی مَضَی الأوَّلُ لِسَبِیلِهِ، فأدلَی بِهَاإلَی فُلانٍ بَعدَهُ.
(ثُمَّ تمثِلُ
بقَولِالأعشَی): شَتَّانَ مَایَومِی عَلَی کُورِهَا وَ یَومُ حَیَّانَ أخِی جَابِر
فَیَاعَجَباً! بَینَا
هُوَ یَستَقِیلُهَا فِی حَیاتِهِ إذعَقَدَهَا لِآخَرَ بَعدَ وَفَاتِهِ لَشَدَّ مَاتَشَطَّرَا
ضَرعَیهَا!
فَصَیَّرَهَا فِی حَوزَ?ٍ خَشنَاءَ یَغلُظُ
کَلمَهُمَا، و یَخشُنُّ مَسُّهَا، وَیکثُرُالعِثَارُ فِیهَا، وَالإعتِذَارُ مِنهَا. فَصَاحِبُهَا
کَرَاکِبِ الصَّعبَةِ إن أشنَقَ لَهَا خَرَمَ، وَإن أسلَسَ لَهَاتَقَحَّمَ. فَمُنِیَ النَّاسُ
لَعَمرُاللّهِ بِخَبطٍ وَشِمَاسٍ، وَتَلَوُّنٍ وَاعتِرَاضٍ. فَصَبَرتُ عَلَی طُولِ المُدَّ?ِ
وشِدَّ?ِالمِحنَةِ، حَتَّی إذَا مَضَی لِسَبِیلِهِ.
جَعَلَهَافِی جَمَاعَةٍ زَعَمَ أنِّی أحَدُهُم،
فَیَالِلّهِ وَ لِلشَّورَی! مَتَی اعتَرَضَ الرَّیبُ فِیَّ مَعَ لأَوَّلِ مِنهُم حَتَّی
صِرتُ أُقرَنُ إلَی هَذِهِ النَّظَائِر! لَکِنِّی اَسفَفتُ إذأسَفُّوا وَطِرتُ إذطَارُوا،
فَصَغَا رَجُلٌ مِنهُم(2) لِضِغنِهِ ومَالَ الآخَرُ(3) لِصِهرِهِ، مَعَ هَنٍ وهَنٍ.(4)
إلَی أَن قَامَ ثَالِثُ القَومِ نَافِجاً حِضنَیهِ.
بَینَ نَثِیلِهِ وَمُعتَلفِهِ، وَقَامَ مَعَهُ بَنُوأَبِیهِ یَخضَمُونَ مَالَ اللّهِ
خِضمَةَالإِبِلِ نِبتَةَالرَّبِیعِ، إِلَی أَنِ انتَکَثَ عَلَیهِ فَتلُهُ، وأَجهَزَعَلَیهِ
عَمَلُهُ وَکَبَت بِهِ بِطنَتُهُ!(5)
(1) خُطبه 1 مِن
"نَهجُ البَلاغَه"
(2) سعدبن ابی وقاص و
هو من اعضاءالشورا
(3) عبدالرحمن بن عوف
(4) طلحه و زبیر
|